من أجمل ما قرأت للشاعر اللبناني ...
إيليــا أبـي ماضــي
المســــاء
السحــــــب تركض في الفضاء الرحب ركض الخائفين
والشمــــــــس تــــبــدو خلفها صفراء عاصبة الجبين
والبحــــر ساجٍ صامــتٌ فيه خشوع الزاهدين
لكنما عــيناك باهتتان في الأفــــق البعـــيد
سلمى ...بماذا تفكرين؟
سلمى ...بماذا تحلميـــــــن؟
أرأيت أحلام الطفـولة تختفي خلف التخوم؟
أم أبصرتْ عيناك أشـباح الكهولة في الغيوم؟
أم خفتْ أن يأتي الدُّجى الجــاني ولا تأتي النجوم؟
أنا لا أرى ما تلمـــــــــحـــين من المــشــــاهد إنما
أظلالـــــها في ناظريك
تنم ، ياســـلمى ، عليك
إني أراك كســــائحٍ في القفر ضل عن الطريق
يرجو صديقاً في الفــلاة ، وأين في القفر الصديق
يهوى البروق وضـــــوءها ، ويـــــخاف تخدعهُ البروق
بــــلْ أنت أعظم حــــــيرة من فــــــارسٍ تحت القتام
لا يستطيع الانتــــصار
ولا يطيق الانــــــكسار
هــــــذي الهواجـــس لم تكن مرسـومة في مقلتيك
فلقـــــد رأيـــتـــك في الضــــحى ورأيته في وجـــــنتيك
لكن وجــــــدتُك في المساء وضـــــعت رأسك في يديك
وجــلست في عـــينيك ألغازٌ ، وفي النفــس اكتئاب
مــــثل اكتئاب العاشقين
ســلمى ...بماذا تفكرين
بالأرض كيف هـــــــوت عروش النور عن هضباتها؟
أم بالمـــروج الخُضرِ ســاد الصمت في جنباتها؟
أم بالعـــصـــافــــير التي تعـــــدو إلى وكناتها؟
أم بالمـــــــسا؟ إن المســا يخفي المدائن كالقرى
والكوخ كالقصر المكينْ
والشـوكُ مـــثلُ الياسمين
لا فـــرق عـند الليل بين النهـــر والمستنقع
يخفي ابتسامات الطــروب كأدمع المـــــــتوجعِ
إن الجـــــــــمالَ يغـــيبُ مـــثل القبح تحت البرقعِ
لكن لماذا تجــــزعــين على النهار وللدجى
أحـلامه ورغائبه
وســـــــماؤُهُ وكواكبهْ؟
إن كان قد سـتر البلاد سهـــولها ووعورها
لم يسلــب الزهر الأريج ولا المياه خـــــــريرها
كلا ، ولا منعَ النســائم في الفضاءِ مسيرُهَا
ما زال في الــــوَرَقِ الحفــــيفُ وفي الصَّبَا أنفــــــاسُها
والعــــــــندليب صداحُه
لا ظفــــرُهُ وجناحهُ
فاصغي إلى صـــوت الجداول جارياتٍ في السفوح
واســــــتنشـــقي الأزهار في الجنات مادامت تفوح
وتمتعي بالشــهـــــب في الأفلاك مادامتْ تلوح
من قــــــبل أن يأتي زمان كالضـــباب أو الدخان
لا تبصرين به الغــدير
ولا يلـــــــذُّ لك الخريرْ
مـــات النهار ابن الصباح فلا تقــولي كيف مات
إن التــأمل في الحــــــــــياة يزيد إيمـــــــــــــان الفتاة
فدعي الكآبة والأسى واسـترجعي مرح الفتاةْ
قد كان وجهك في الضحى مثل الضحى متهـــللاً
فيه البشـــــاشة والبهاءْ
ليكن كــذلك في المساءْ
إيليــا أبـي ماضــي
المســــاء
السحــــــب تركض في الفضاء الرحب ركض الخائفين
والشمــــــــس تــــبــدو خلفها صفراء عاصبة الجبين
والبحــــر ساجٍ صامــتٌ فيه خشوع الزاهدين
لكنما عــيناك باهتتان في الأفــــق البعـــيد
سلمى ...بماذا تفكرين؟
سلمى ...بماذا تحلميـــــــن؟
أرأيت أحلام الطفـولة تختفي خلف التخوم؟
أم أبصرتْ عيناك أشـباح الكهولة في الغيوم؟
أم خفتْ أن يأتي الدُّجى الجــاني ولا تأتي النجوم؟
أنا لا أرى ما تلمـــــــــحـــين من المــشــــاهد إنما
أظلالـــــها في ناظريك
تنم ، ياســـلمى ، عليك
إني أراك كســــائحٍ في القفر ضل عن الطريق
يرجو صديقاً في الفــلاة ، وأين في القفر الصديق
يهوى البروق وضـــــوءها ، ويـــــخاف تخدعهُ البروق
بــــلْ أنت أعظم حــــــيرة من فــــــارسٍ تحت القتام
لا يستطيع الانتــــصار
ولا يطيق الانــــــكسار
هــــــذي الهواجـــس لم تكن مرسـومة في مقلتيك
فلقـــــد رأيـــتـــك في الضــــحى ورأيته في وجـــــنتيك
لكن وجــــــدتُك في المساء وضـــــعت رأسك في يديك
وجــلست في عـــينيك ألغازٌ ، وفي النفــس اكتئاب
مــــثل اكتئاب العاشقين
ســلمى ...بماذا تفكرين
بالأرض كيف هـــــــوت عروش النور عن هضباتها؟
أم بالمـــروج الخُضرِ ســاد الصمت في جنباتها؟
أم بالعـــصـــافــــير التي تعـــــدو إلى وكناتها؟
أم بالمـــــــسا؟ إن المســا يخفي المدائن كالقرى
والكوخ كالقصر المكينْ
والشـوكُ مـــثلُ الياسمين
لا فـــرق عـند الليل بين النهـــر والمستنقع
يخفي ابتسامات الطــروب كأدمع المـــــــتوجعِ
إن الجـــــــــمالَ يغـــيبُ مـــثل القبح تحت البرقعِ
لكن لماذا تجــــزعــين على النهار وللدجى
أحـلامه ورغائبه
وســـــــماؤُهُ وكواكبهْ؟
إن كان قد سـتر البلاد سهـــولها ووعورها
لم يسلــب الزهر الأريج ولا المياه خـــــــريرها
كلا ، ولا منعَ النســائم في الفضاءِ مسيرُهَا
ما زال في الــــوَرَقِ الحفــــيفُ وفي الصَّبَا أنفــــــاسُها
والعــــــــندليب صداحُه
لا ظفــــرُهُ وجناحهُ
فاصغي إلى صـــوت الجداول جارياتٍ في السفوح
واســــــتنشـــقي الأزهار في الجنات مادامت تفوح
وتمتعي بالشــهـــــب في الأفلاك مادامتْ تلوح
من قــــــبل أن يأتي زمان كالضـــباب أو الدخان
لا تبصرين به الغــدير
ولا يلـــــــذُّ لك الخريرْ
مـــات النهار ابن الصباح فلا تقــولي كيف مات
إن التــأمل في الحــــــــــياة يزيد إيمـــــــــــــان الفتاة
فدعي الكآبة والأسى واسـترجعي مرح الفتاةْ
قد كان وجهك في الضحى مثل الضحى متهـــللاً
فيه البشـــــاشة والبهاءْ
ليكن كــذلك في المساءْ