الشعراء العشاق معروفون في تاريخنا الشعري وقصائدهم حافلة بالمعاني الانسانية الرائعة والصور الفنية التي تنم عن موهبة فذة , ومشاعر فياضة بالحب والصدق .. فهل سمعتم بقصيدة المنخل اليشكري في » المتجردة« زوجة النعمان .. هذا الشاعر الذي اقتحم الخدر على فتاته في يوم لهوه ومتعته ... في يوم مطير لا يصلح لصيد او قتال او زيارة , وإنما يصلح لمجالسة الحبيب وقضاء ساعات من الأنس معه .
لقد استطاع المنخل اليشكري في قصيدته » فتاة الخدر« ان يثبت براعته التصويرية لهذا اللقاء الذي بدأه أولا« بالحديث عن شجاعته وكرمه منتقلا« بعد ذلك الى وصف لقائه بفتاته:
ولقد دخلت على الفتا ةالخدر في اليوم المطير
الكاعب الحسناء ترف ¯ل في الدمقس وفي الحرير
فدفعتها فتدافعت مشي القطاة الى الغدير
ولثمتها فتنفست كتنفس الظبي الغرير
فدنت وقالت يامنخل ما بجسمك من حرور
ماشف جسمي غير جسم¯ ¯ك فاهدئي عني وسيري
وأحبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري
بعد ذلك ينتقل الى وصف حالة السكر لديه والتي يصل فيها الى النشوة حتى شعر في لحظة من اللحظات أنه » النعمان« في قصره:
ولقد شربت من المدا مة بالصغير وبالكبير
فإذا انتشيت فإنني رب الخورنق والسرير
كما لا يفوتنا ونحن نتحدث عن شعراء الحب ان نذكر قصيدة» نعم« للشاعر عمر بن ابي ربيعة... هذا الشاعر الذي لم ينظم في المديح او الهجاء او غيره وإنما كان موضوعه الشعري دائما« يدور حول الغزل .. حتى أن مواسم الحج بالنسبة إليه كانت مواسم للحب واللذة وتتبع اللواتي قدمن للحج من بقاع العالم الاسلامي ... يشبب بهن , وينسج حولهن الأقاصيص
وقد عرف عمر بن ابي ربيعة بنرجسيته واعجابه بذاته وبجماله حتى انه صور تهافت الحسان عليه وإعجابهن به وبشعره وسعيهن في إثره .
ثم اسبطرت تشتد في اثري
تسأل أهل الطواف عن عمر
كما صور في القصيدة نفسها حديثهن وتمنياتهن بلقائه وهذا ان دل على شيء إنما يدل عن تلك النرجسية التي عرف بها :
قلن: يسترضينها : منيتنا
لو أتانا اليوم في سر عمر
بينما يذكرنني أبصرنني
دون قيد الميل , يعدو بي الأغر
قالت الكبرى : أتعرفن الفتى?
قالت الوسطى : نعم , هذا عمر
قالت الصغرى وقد تيمتها
قد عرفناه , وهل يخفى القمر
وكثيرة هي القصائد التي صورت حال العشاق في شعرنا العربي كقصيدة / المؤنسة/ لقيس بن الملوح الذي هام بليلى الى حد الجنون .....لكن شعره أخذ منحى آخر اختلف عن شعر المنخل اليشكري , وعمر بن ابي ربيعة وكان عذريا« في هواه , نقيا« رائعا« في حبه , طاهرا لا يبغي جسدا« , وإنا يبغي روحا« شفافة رقيقة تمتزج بروحه لتكون روحا«روحا« واحدة ... وذكرى الحبيبة دائما« حاضرة معه في حله وترحاله ... وكم تمنى ان يمنح الله لليلى من عمره ليطول عمرها ... أرأيتم أجمل من هذا الحب الصادق النظيف ?! يقول :
فيارب سوّ الحب بيني وبينها
يكون كفافا« لا علي ولاليا
فما طلع النجم الذي يهتدي به
ولا الصبح إلا هيجا ذكرها ليا
ولاسرت ميلا« من دمشق , ولابدا
» سهيل« لأهل الشام إلا بداليا
ولا هبت الريح الجنوب لارضها
من الليل إلا بت للريح حانيا
فإن تمنعوا ليلى وتحموا بلادها
عليّ , فلن تحموا عليّ القوافيا
أحب من الأسماء ما وافق اسمها
أو أشبهه أو كان منه مدانيا
وددت على طيب الحياة لو أنه
يزاد لليلى عمرها من حياتيا
ومن منا لم يقرأ قصيدة» أضحى التنائي« لابن زيدون التي قالها في ولادة ابنة المستكفي , والتي تعتبر درة من درر الشعر الاندلسي في الحب والهيام وتصوير حالات الشوق والوجد يقول ابن زيدون :
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا
شوقا« إليكم ولا جفت مآقينا
نكاد حين تناجيكم ضمائرنا
يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
ومن كثرة حبه لولادة طلب السقيا لقصرها قائلا« :
ياساري البرق غاد القصر واسق به
من كان صرف الهوى والود يسقينا
ويانسيم الصبا بلغ تحيتنا
من لو على البعد حيا« كان يحيينا
ولا يفوتنا ونحن نتنزه في حدائق شعر العشاق آن نلج المعبد الذي أدى فيه ابو القاسم الشابي صلواته في هيكل الحب لنعيش جماليات ذلك الوصف الرائع , والصور الرقيقة التي تؤكد شاعريته , ومقدرته على استحضار الصورة الحية التي تخدم الموضوع الذي يتحدث عنه :
عذبة أنت , كالطفولة , كالاح¯
¯لام , كاللحن , كالصباح الجديد
كالسماء الضحوك , كالليلة القمر
¯راء , كالورد , كابتسام الوليد
يالها من وداعة وجم¯¯¯¯ال
وش¯¯¯¯ب¯¯اب م¯ن¯¯ع¯¯م أم¯¯ل¯¯¯ود
يالها من طهارة تبعث التق¯
¯ديس في مهجة الشقي العنيد
أنت .. ماأنت ? رسم جميل
عبق¯¯¯¯ري من فن هذا الوج¯¯ود
فيك ما فيك من غموض وعمق
لقد استطاع المنخل اليشكري في قصيدته » فتاة الخدر« ان يثبت براعته التصويرية لهذا اللقاء الذي بدأه أولا« بالحديث عن شجاعته وكرمه منتقلا« بعد ذلك الى وصف لقائه بفتاته:
ولقد دخلت على الفتا ةالخدر في اليوم المطير
الكاعب الحسناء ترف ¯ل في الدمقس وفي الحرير
فدفعتها فتدافعت مشي القطاة الى الغدير
ولثمتها فتنفست كتنفس الظبي الغرير
فدنت وقالت يامنخل ما بجسمك من حرور
ماشف جسمي غير جسم¯ ¯ك فاهدئي عني وسيري
وأحبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري
بعد ذلك ينتقل الى وصف حالة السكر لديه والتي يصل فيها الى النشوة حتى شعر في لحظة من اللحظات أنه » النعمان« في قصره:
ولقد شربت من المدا مة بالصغير وبالكبير
فإذا انتشيت فإنني رب الخورنق والسرير
كما لا يفوتنا ونحن نتحدث عن شعراء الحب ان نذكر قصيدة» نعم« للشاعر عمر بن ابي ربيعة... هذا الشاعر الذي لم ينظم في المديح او الهجاء او غيره وإنما كان موضوعه الشعري دائما« يدور حول الغزل .. حتى أن مواسم الحج بالنسبة إليه كانت مواسم للحب واللذة وتتبع اللواتي قدمن للحج من بقاع العالم الاسلامي ... يشبب بهن , وينسج حولهن الأقاصيص
وقد عرف عمر بن ابي ربيعة بنرجسيته واعجابه بذاته وبجماله حتى انه صور تهافت الحسان عليه وإعجابهن به وبشعره وسعيهن في إثره .
ثم اسبطرت تشتد في اثري
تسأل أهل الطواف عن عمر
كما صور في القصيدة نفسها حديثهن وتمنياتهن بلقائه وهذا ان دل على شيء إنما يدل عن تلك النرجسية التي عرف بها :
قلن: يسترضينها : منيتنا
لو أتانا اليوم في سر عمر
بينما يذكرنني أبصرنني
دون قيد الميل , يعدو بي الأغر
قالت الكبرى : أتعرفن الفتى?
قالت الوسطى : نعم , هذا عمر
قالت الصغرى وقد تيمتها
قد عرفناه , وهل يخفى القمر
وكثيرة هي القصائد التي صورت حال العشاق في شعرنا العربي كقصيدة / المؤنسة/ لقيس بن الملوح الذي هام بليلى الى حد الجنون .....لكن شعره أخذ منحى آخر اختلف عن شعر المنخل اليشكري , وعمر بن ابي ربيعة وكان عذريا« في هواه , نقيا« رائعا« في حبه , طاهرا لا يبغي جسدا« , وإنا يبغي روحا« شفافة رقيقة تمتزج بروحه لتكون روحا«روحا« واحدة ... وذكرى الحبيبة دائما« حاضرة معه في حله وترحاله ... وكم تمنى ان يمنح الله لليلى من عمره ليطول عمرها ... أرأيتم أجمل من هذا الحب الصادق النظيف ?! يقول :
فيارب سوّ الحب بيني وبينها
يكون كفافا« لا علي ولاليا
فما طلع النجم الذي يهتدي به
ولا الصبح إلا هيجا ذكرها ليا
ولاسرت ميلا« من دمشق , ولابدا
» سهيل« لأهل الشام إلا بداليا
ولا هبت الريح الجنوب لارضها
من الليل إلا بت للريح حانيا
فإن تمنعوا ليلى وتحموا بلادها
عليّ , فلن تحموا عليّ القوافيا
أحب من الأسماء ما وافق اسمها
أو أشبهه أو كان منه مدانيا
وددت على طيب الحياة لو أنه
يزاد لليلى عمرها من حياتيا
ومن منا لم يقرأ قصيدة» أضحى التنائي« لابن زيدون التي قالها في ولادة ابنة المستكفي , والتي تعتبر درة من درر الشعر الاندلسي في الحب والهيام وتصوير حالات الشوق والوجد يقول ابن زيدون :
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا
شوقا« إليكم ولا جفت مآقينا
نكاد حين تناجيكم ضمائرنا
يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
ومن كثرة حبه لولادة طلب السقيا لقصرها قائلا« :
ياساري البرق غاد القصر واسق به
من كان صرف الهوى والود يسقينا
ويانسيم الصبا بلغ تحيتنا
من لو على البعد حيا« كان يحيينا
ولا يفوتنا ونحن نتنزه في حدائق شعر العشاق آن نلج المعبد الذي أدى فيه ابو القاسم الشابي صلواته في هيكل الحب لنعيش جماليات ذلك الوصف الرائع , والصور الرقيقة التي تؤكد شاعريته , ومقدرته على استحضار الصورة الحية التي تخدم الموضوع الذي يتحدث عنه :
عذبة أنت , كالطفولة , كالاح¯
¯لام , كاللحن , كالصباح الجديد
كالسماء الضحوك , كالليلة القمر
¯راء , كالورد , كابتسام الوليد
يالها من وداعة وجم¯¯¯¯ال
وش¯¯¯¯ب¯¯اب م¯ن¯¯ع¯¯م أم¯¯ل¯¯¯ود
يالها من طهارة تبعث التق¯
¯ديس في مهجة الشقي العنيد
أنت .. ماأنت ? رسم جميل
عبق¯¯¯¯ري من فن هذا الوج¯¯ود
فيك ما فيك من غموض وعمق